حجب "المواقع الإباحية" ما بين مؤيد ومعارض وساخر

لم يكن قرار حجب المواقع الإباحية في مصر وليد اللحظة؛ بل هناك حكم قضائي بمنع المواقع الإباحية إلا أن المشكلة في آلية التنفيذ.
وكانت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة بمصر قد قضت منذ ثلاثة أعوام بإلزام حكومة أحمد نظيف خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، بحجب المواقع الإباحية على الانترنت للمحافظة على ما أسموه بالطابع الأصيل للأسرة المصرية؛ إلا أن ذلك لم يؤخذ بالجدية.
ونتيجة لعدم تنفيذ ذلك الحكم زادت المواقع الالكترونية والمنديات الإباحية بشكل كثيف؛ حتى إن الوضع أصبح خطيراً ويتفاقم بسرعة خيالية.
وبحسب الدراسات والتقارير فإنه يشاهد نحو 28 ألف شخص المواقع الإباحية في كل ثانية، وكل 39 دقيقة يظهر فيلم إباحي في أمريكا، وإن مجموع المواقع الإباحية بلغ 420 مليون موقع كما بلغت مبيعات هذه المواقع 4 مليارات دولار.
وأثار هذا غضب أحد النواب السلفيين بمجلس الشعب وجعله يثير الجدل مرة أخرى حول إغلاق المواقع الإباحية، حيث أوضح النائب يونس زكى مخيون، أن مصر تحتل المركز الرابع عالميا من حيث الدخول على المواقع الإباحية والثاني عربيا.
وقال مصدر بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إن حجب المواقع الإباحية يستلزم تحديدا واضحا لها من خلال جهات معنية محددة وليس من قبل أشخاص.

استحالة حجب المواقع
وذكر مصدر مسئول بإحدى شركات الإنترنت لـ ( محيط ) أن المواقع الإباحية في تزايد مستمر ومن الصعب أن يتم حجب هذه المواقع نهائياً؛ بالإضافة إلى أن تحديد ما إذا كان أحد المواقع إباحيا من غيره يختلف من شخص لآخر.
وأوضح أن الشركات قامت بالفعل بتوفير خدمة لفلترة المواقع لتوفير الإنترنت الآمن للأسرة لمن يريد من المستخدمين.
وقال خبراء متخصصون بمجال الإنترنت إنه لا يمكن أن يتم التوسع في حجب آلاف المواقع لمجرد رؤية البعض أن أحدها أو بعضها قد يحتوى مواد إباحية؛ لأن ذلك قد يمثل مشكلة لمصر في المحافل الدولية ويؤدى لتصنيفها على أنها من الدول التي تضع قيوداً على خدمة الإنترنت.
وفي ذات الصدد أكد الدكتور عمرو بدوى رئيس الجهاز القومي للاتصالات في تصريحات صحافية أنه لا خلاف على الأضرار التي تسببها تلك المواقع، وأنه تم تنفيذ حكم الإدارية العليا في حدود ما يستطيع الجهاز فعله, وقال إنه من الناحية الفنية فإن حجب المواقع الإباحية ليس بسيطاً وأصحاب هذه المواقع "شياطين على الأرض" ونحن نبحث عن الجديد دائما لتطبيقه.
وقال المهندس عقيل بشير رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات: إن شركة "تي أي داتا" التابعة للحكومة قامت بعمل برنامج سمى الإنترنت الآمن، وهو برنامج مجاني ومتاح للجميع يحجب هذا المواقع، لكن للأسف نسبة المشتركين الذين وافقوا عليه ضئيلة للغاية.
وفي نهاية الأمر أكدوا جميعهم أن جزءا كبيرا من المشكلة يرجع للتربية ونصح الأسر بألا تترك أولادها وبناتها تتعامل مع الكمبيوتر في غرف مغلقة.
مؤيد ومعارض وساخر

لقي طلب عضو مجلس الشعب يوسف زكي مخيون بغلق المواقع الإباحية آراء مؤيدة ومؤيدة بشروط، والأخرى معارضة، والأخيرة ساخرة.
فالآراء المؤيدة بشروط شجعت هذا الطلب لكن ينتابها الخوف من استخدام المبدأ لحجب مواقع معارضة سياسية بحجة أنها منافية للآداب، واستشهدوا بمقولة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر  حين قال: " الحرية كل الحرية للشعب ولا حرية لأعداء الشعب".
وهناك من وافقوا بشدة على حجب تلك المواقع لأنها تسببت في مشاكل أسرية واجتماعية لا حصر لها وأنها سبب رئيسي في ضياع الشباب المصري، وطالبوا بتوفير فرص عمل للشباب تمكينهم من استكمال دينهم بالزواج.
وعلى الجانب الأخر قام البعض برفض قرار الحجب معللا ذلك بأن العملية ليست في غلق المواقع، بل في تغيير الأفكار والتربية الدينية السليمة للشباب والأطفال.
وتأتي على رأس المعارضين المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، والتي قالت في مقابلة مع برنامج "مصر الجديدة ": إن دعوات مجلس الشعب المصري لمنع المواقع الإباحية في مصر لا يخدم أحد، وأكدت أن المواقع الجنسية نعمة للفقراء الذين ليس لديهم القدرة على الزواج، متساءلة كيف يجوز حرمانهم حتى من المشاهدة؟
وهناك من رأى أن طعام الشعب وضمان حياة كريمة له أهم من حجب تلك المواقع، فالحرية والتربية هي من ستحكم هذا الأمر، ودعموا رأيهم بأن من يريد أن يتصفح تلك المواقع سوف يتصفحها بمليون طريقة وطريقة، وأن العبرة ليست بالحجب بل من الخوف من الله عز وجل.
أما الفئة الساخرة فكان لها النصيب الأكبر من النكت والعبارات الساخرة على صفحات شبكات التواصل الاجتماعي "تويتر وفيس بوك".
هذا، واقترح بعض الشباب بتسمية الجمعة القادمة جمعة الداونلود، والجمعة التي تليها "شّير .. اللى نزلته لصاحبك"؛ أما الأخر فاستبدل شعار الثورة المصرية بشعار آخر: "عيش.. حرية.. مواقع إباحية".
أما بعض الفتيات فبررت رفضها بالنتائج السلبية التي سوف تنتج عن غلق المواقع الإباحية التي اختصرتها في عبارة "حجب المواقع الإباحية = زيادة نسبة الهياج العام = ارتفاع نسبة التحرش = زيادة عدد شقق الدعارة = العيشة هتبقى فلة".
يوجد من العبارات والتعليقات الساخرة على مجلس الشعب الكثير والكثير، ولكن سنذكر أكثرهم جدلاً وانتشاراً مثل:
"إذا الشعب يوما أراد الإباحية... فلا بد أن يستخدم البروكسى".
 "حركة سكس إبريل تدعو إلى مليونية إباحية" .
حملة "هائجون" ضد حجب المواقع الإباحية في مصر
"فكرة إن مجلس الشعب يناقش "المواقع الإباحية" في وقت لم تجف فيه الدماء، هو الإباحية في حد ذاتها".
"سابوا العيش والفرن... ومسكوا في مواقع البورن".
 "اتفقنا كلنا على الحفاظ على هوية الدولة الإسلامية، واتفقنا على أعضاء لمجلس التشريع.. ومع أول طرح لقانون يمنع شيئا محرما اختلفنا".
هذا، ويؤكد كثير من الناس أنه لن ينتهي الجدل القائم بين شباب مصر إلا بعد وضع آلية لتنفيذ تلك القرار بمعاير مناسبة ترضي كافة أطراف الشعب.
ولحين حسم الأمر بحل وسطي سيظل الجدل قائما حول حجب المواقع الإباحية في مصر لحين وضعه في إطار "التنفيذ".

ليست هناك تعليقات:

بحث سريع في هذا الموقع